فصل: (سورة يوسف: آية 32)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

1- عصمة الأنبياء:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ} لقد كثرت أقوال المفسرين بصدد هذه الآية. وسنورد أقربها إلى الصواب إن شاء اللَّه تعالى، ولكونها مثار تساؤل الكثيرين.
1- {ولقد همّت به وهمّ بها}: قال بعض المحققين الهمّ همّان همّ ثابت، وهو ما كان معه العزم والقصد والعقيدة والرضا، مثل هم امرأة العزيز فالعبد مأخوذ به ومحاسب عليه، بدليل قوله تعالى: {وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ} والهم الثاني، هو الهم العارض، وهو الخطرة في القلب، وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم، مثل هم يوسف عليه الصلاة والسلام فالعبد غير مأخوذ به ما لم يتكلم أو يعمل به. والدليل على أن يوسف عليه الصلاة والسلام لم يكن عازما ولا راضيا بالفاحشة قوله تعالى: {قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.
2- {لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ} للمفسرين أقوال كثيرة بهذا الصدد وسننقل أهمها:
1- قال جعفر بن محمد الصادق: البرهان هو النبوة التي جعلها اللّه عز وجل في قلبه، حالت بينه وبين ما يسخط اللّه عز وجل.
2- البرهان حجة اللّه عز وجل على العبد في تحريم الزّنا، والعلم بما على الزاني من العقاب.
3- إن اللّه عز وجل طهر نفوس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الأخلاق الذميمة والأفعال الرذيلة، وجبلهم على الأخلاق الشريفة الطاهرة، التي تحجزهم عن فعل ما لا يليق فعله، وتكرّه إليهم الفسوق والعصيان، وتزين الإيمان والطاعة في قلوبهم بدليل قوله تعالى: {كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ}.
2- حذف أداة النداء:
قال النحويون: إنه يجوز حذف أداة النداء وتقديرها، وقد ورد ذلك في الآية الكريمة بقوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا} وفي آيات أخرى كقوله تعالى: {رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا} أي يا ربنا، وهذا كثير وشائع في أساليب العرب، وأداة النداء المحذوفة المقدرة هي (يا) لكونها أشهر أدوات النداء، ولا ينادى اسم اللّه عز وجل إلا بها.
وإذا ولي (يا) ما ليس بمنادى كالفعل {ألا يا اسجدوا} والحرف كقوله تعالى: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} وقولهم يا ربّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة والجملة الاسمية: كقول الشاعر:
يا لعنة اللّه والأقوام كلهم ** والصالحين على سمعان من جار

فقيل بأن (يا) فيما سبق للنداء والمنادي محذوف، وقيل هي لمجرد التنبيه، لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها. وهذا هو الصواب واللّه تعالى أعلم. وقال ابن مالك إن وليها دعاء كالبيت السابق أو أمر كما في قولنا {ألا يا اسجدوا} فهي للنداء، لكثرة وقوع النداء قبل الدعاء والأمر كقوله تعالى: {يا آدَمُ اسْكُنْ}، {يا نُوحُ اهْبِطْ}، {وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ} وإلا فهي للتنبيه.

.[سورة يوسف: الآيات 30- 31]

{وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَرًا إِنْ هذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {قال} فعل ماض {نسوة} فاعل مرفوع {في المدينة} جارّ ومجرور نعت لنسوة {امرأة} مبتدأ مرفوع {العزيز} مضاف إليه مجرور {تراود} مضارع مرفوع {فتاها} مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (ها) مضاف إليه {عن نفسه} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تراود}.. و (الهاء) مضاف إليه {قد} حرف تحقيق {شغفها} فعل ماض.. و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو {حبّا} تمييز منصوب منقول عن الفاعل {إنّا} مرّ إعرابه، (اللام) للتوكيد (نراها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (ها) مفعول به، والفاعل نحن {في ضلال} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان {مبين} نعت لضلال مجرور.
جملة: {قال نسوة...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {امرأة العزيز تراود...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تراود فتاها...} في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة: {قد شغفها...} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {إنّا لنراها...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {نراها...} في محلّ رفع خبر إنّ.
(الفاء) عاطفة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بـ {أرسلت}، {سمعت} فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (بمكر) جارّ ومجرور متعلّق بـ {سمعت}، (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه {أرسلت} مثل سمعت (إلى) حرف جرّ و (هن) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {أرسلت}، (الواو) عاطفة {أعتدت} مثل سمعت {لهنّ} مثل إليهنّ متعلّق بـ {أعتدت}، {متّكأ} مفعول به منصوب (الواو) عاطفة {آتت} مثل سمعت {كلّ} مفعول به أوّل منصوب {واحدة} مضاف إليه مجرور {منهنّ} مثل إليهنّ متعلّق بنعت لكلّ واحدة {سكّينا} مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة {قالت} مثل سمعت {اخرج} فعل أمر، والفاعل أنت {عليهنّ} مثل إليهنّ متعلّق بحال من فاعل اخرج، {فلما} مثل الأول (رأين) فعل ماض مبني على السكون.. و (النون) ضمير فاعل و (الهاء) مفعول به {أكبرنه} مثل رأينه (الواو) عاطفة {قطّعن} مثل رأين (أيدي) مفعول به منصوب و (هنّ) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة {قلن} مثل رأين {حاش} فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة للتخفيف، والفاعل هو أي يوسف {للّه} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل حاش أي مطيعا للّه، {ما} نافية عاملة عمل ليس (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما {بشرا} خبر ما منصوب {إنّ} حرف نفي {هذا} مبتدأ {إلّا} أداة حصر {ملك} خبر مرفوع {كريم} نعت لملك مرفوع.
وجملة: {سمعت...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أرسلت...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {أعتدت...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: {آتت...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: {قالت...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: {اخرج عليهنّ} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {رأينه...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أكبرنه...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {قطّعن...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {أكبرنه}.
وجملة: {قلن...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {أكبرنه}.
وجملة: {حاش للّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ما هذا بشرا...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {إن هذا إلّا ملك....} لا محلّ لها استئناف بيانيّ للاستئناف السابق.

.الصرف:

{نسوة}، اسم جمع لا واحد له من لفظه، مفرده امرأة، وهو بكسر النون- قالوا وقد تضمّ- وهو حينئذ اسم جمع بلا خلاف.
{العزيز}، لقب للوزير الذي كان على خزائن مصر واسمه {قطفير} كما جاء في التفاسير.
{فتاها}، الألف فيه منقلبة عن ياء، جمعه فتية، ومثنّاه فتيان، أصله فتي، فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
{مكرهنّ}، مصدر سماعيّ لفعل مكر يمكر باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
{متّكأ}، اسم مكان من اتكأ الخماسيّ، استعمل في الآية اسما بمعنى الوسادة أو الطعام الذي يحتاج إلى اتّكاء، وسكين لقطعه... فهو على وزن اسم المفعول.. وفي الكلمة إبدال فاء الكلمة تاء لمجيئها بعد تاء الافتعال، وأصله موتكأ.. ثمّ أدغمت التاءان معا.
{سكّينا}، اسم جامد للآلة القاطعة، وزنه فعّيل بكسر الفاء مع تشديد العين.
{حاشى}، هو فعل رباعيّ مضارعه يحاشي، ورسم الألف فيه قصيرة جاء لكونها رابعة، فإذا كان حرف جرّ رسمت الألف طويلة (حاشا)، وهو عند آخرين اسم بمعنى تنزيها حيث ينوّن آخره، وقد يخفّف التنوين ضرورة أي حاشا- بالتنوين- وحاشا- من غير تنوين-.
{كريم}، صفة مشبّهة باسم الفاعل من كرم يكرم وزنه فعيل.

.البلاغة:

1- التشبيه البليغ: في قوله تعالى: {ما هذا بَشَرًا إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} فقد شبهن يوسف بالملك من دون ذكر الأداة، والمقصود منه إثبات الحسن لأنه تعالى ركب في الطبائع أن لا شيء أحسن من الملك، وقد عاين ذلك قوم لوط في ضيف إبراهيم في الملائكة، كما ركب في الطباع أن لا شيء أقبح من الشيطان، وكذلك قوله تعالى في صفة جهنم: {طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ} فكذلك قد تقرر أن لا شيء أحسن من الملك، فلما أرادت النسوة وصف يوسف بالحسن شبهنه بالملك. ولكن الأسلوب القرآني شاء أن يتجاوز المألوف من تشبيهات العرب لكل ما راعهم حسنه من البشر بالجن فأدخل فيه فنا آخر لا يبدو للناظر للوهلة الأولى، وهو فن عرفوه بأنه سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة تجاهلا منه.
ليخرج كلامه مخرج المدح، أو ليدل- كما هنا- على شدة الوله في الحب وقد يقصد به الذم أو التعجب أو التوبيخ أو التقرير، ويسمى هذا الفن تجاهل العارف.
2- المجاز: في قوله تعالى: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} أي ما يتكئن عليه من النمارق والوسائد، فقد نهى النبي صلّى اللّه عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله وأن يأكل متكئا، وقيل أريد به نفس الطعام. قال العتبي: يقال: اتكأنا عند فلان أي أكلنا، ومن ذلك قول جميل:
فظللنا بنعمة واتكأنا ** وشربنا الحلال من قلله

وعبّر بالهيئة التي يكون الآكل المترف عن ذلك مجازا، وقيل: هو باب الكناية.

.الفوائد:

- حاشا:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَرًا} يقول أبو البقاء العكبري بصدد (حاشى) في هذه الاية الكريمة: يقرأ بألفين (حاشا). والجمهور على أنه هنا فعل. وقد صرف منه أحاشي. ويؤيد ذلك دخول اللام على اسم اللّه تعالى. ولو كان حرف جر لما جاء بعده حرف جر وفاعله مضمر تقديره (حاشا يوسف): أي بعد من المعصية بحرف اللّه. وأصل الكلمة من حاشيت الشيء، ويقرأ بحذف الألف للتخفيف.
هذا ما أورده أبو البقاء العكبري. وإتماما للفائدة، فإننا سنوضح ما يتعلق بـ (حاشا) لأنها تبهم على الكثير فحاشا ترد على ثلاثة أوجه:
1- أن نكون فعلا متعديا متصرفا، تقول: حاشيته بمعنى استثنيته، والدليل قول النابغة الذبياني:
ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه ** ولا أحاشي من الأقوام من أحد

2- أن تكون تنزيهيه، كما مر في الآية الكريمة (حاشى للّه) وهي اسم للتنزيه كقوله تعالى: {مَعاذَ اللَّهِ} ونعربها نائب مفعول مطلق.
3- وتكون للاستثناء، وغالب أحوالها أنها حرف جر يفيد الاستثناء، والاسم بعدها مجرور، كقولنا: كلكم مخطئ حاشا زيد وذهب بعض النحاة إلى جواز وجه آخر وهو أن نعتبرها فعلا جامدا يفيد الاستثناء والاسم بعدها مفعول به منصوب كقولهم: (اللهم اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشيطان).

.[سورة يوسف: آية 32]

{قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)}

.الإعراب:

{قالت} فعل ماض، و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ذلكنّ) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، و (اللام) للبعد و (كنّ) حرف خطاب جمع الإناث {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (لمتنّ) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تنّ) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (النون) نون الوقاية (الياء) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (لمتنّ) على حذف مضاف أي في حبّه، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (راودت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق بـ {راودته}.. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (استعصم) فعل ماض والفاعل هو (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم {لم} حرف نفي {يفعل} مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {آمره} مضارع مرفوع، و (الهاء) مفعول به، والفاعل أنا (اللام) لام القسم (يسجننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد وهو مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة {ليكوننّ} لام القسم ومضارع ناقص مثل يسجننّ في البناء، واسمه ضمير مستتر تقديره هو {من الصاغرين} جارّ ومجرور متعلّق بخبر يكونن.
جملة: {قالت} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ذلكنّ الذي} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتنّ قد لمتنني فذلك الذي لمتنني فيه.. وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لمتنّني...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: {راودته} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم استئنافيّة لا محلّ لها.
وجملة: {استعصم} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: {إن لم يفعل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمره} لا محلّ لها صلة الموصول (ما)، والعائد محذوف.
وجملة: {يسجننّ} لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: {يكونن من الصاغرين} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.

.الصرف:

(لمتنّ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فهو فعل معتل أجوف حذفت عينه لذلك، وزنه فلتنّ.

.البلاغة:

الحذف: في قوله تعالى: {فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} والتقدير في حبه، لأن الذوات لا يتعلق بها لوم. ودليل تقدير في حبه قوله: {قَدْ شَغَفَها حُبًّا} في مراودته، ولعلها أولى بدليل قوله: {تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ}. وإنما قلنا أولى لأنه فعلها، بخلاف الحب، فإنه أمر قهري لا يلام عليه إلا من حيث تعاطي أسبابه، أما المراودة فهي حاصلة باكتسابها، فهي قادرة على دفعها، فيتأتى اللوم عليها، بخلاف الحب، فإنه ليس فعلا لها، ولا تقدر على دفعه، لأن الحب المفرط قد يقهر صاحبه ولا يطيق أن يدفعه، وحينئذ فلا يلام عليه. وعلى كل حال فهو من أسبابه.